الرعاية الصحية للأم الحامل: كل ما تحتاجينه لحمل آمن بلا مشاكل– دليل شامل
مقدمة
يمثل الحمل مرحلة خاصة، ليس بالنسبة لك وحدك، بل لعائلتك بالكامل، وتأتي هذه المرحلة مع العديد من التساؤلات: كيف تضمنين سلامتك وسلامة طفلك؟ ما نوع الرعاية التي تحتاجينها قبل الحمل وأثناءه؟ ما هي أهم المشكلات والتحديات التي تواجهك خلال هذه المرحلة؟ الإجابات على هذه الأسئلة تمثل بعضا مما سنتناوله في هذه المقالة بالتفصيل، مما يوفر لك دليلا شاملا للرعاية الصحية خلال فترات الحمل المختلفة.
تشير الرعاية الصحية للحامل إلى الخدمات الطبية وغير الطبية التي تدعمك أنت وطفلك طوال المراحل المختلفة للحمل. وتشمل مجموعة من التوجيهات والنصائح التي تهدف إلى تجنب أي مضاعفات، وتعزيز النتائج الصحية المُثلى لكليكما.
وتمثل الرعاية الصحية للحوامل ضرورة للحد من أخطار الوفاة والأمراض التي تهدد الأمهات والأطفال حديثي الولادة، حيث أورد تقرير لمنظمة الصحة العالمية (WHO) أن حوالي 287000 امرأة توفيت أثناء الحمل والولادة وبعدهما في عام 2020. وكان من الممكن إنقاذ عدد كبير منهن فقط إذا توفرت لهن الرعاية الصحية المناسبة في الوقت المناسب. علاوة على ذلك، يمكن أن يكون للرعاية الصحية للحامل آثارا إيجابية على الطفل ونموه وصحته المستقبلية.
في هذه المقالة، ستتعرفين على الجوانب المختلفة للرعاية الصحية التي تبدأ من الاستعداد للحمل واكتشافه، ثم التعرف على احتياجات كل مرحلة من مراحل الحمل، وما هي جوانب الرعاية التي تلزمك في كل منها كالمتابعة الدورية والتغذية السليمة والنشاط اللازم وطريقته الصحيحة، ثم أهم المشكلات والمضاعفات التي عليكِ الحذر منها، وأخيرا أكثر الخرافات شيوعا وتصحيحها.
بنهاية هذه المقالة، سيكون لديك فهم أفضل لما تستلزمه الرعاية الصحية للأم الحامل وكيف يمكنك الاستفادة منها.
Contents
مقدمة. 1
التخطيط والاستعداد للحمل. 2
زيارة الطبيب المختص… 3
تناول الفيتامينات.. 3
اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن. 3
ممارسة الرياضة بانتظام 3
الحصول على قسط كاف من النوم والراحة. 3
تقليل التوتر وممارسة الرعاية الذاتية. 3
أعراض الحمل وعلاماته. 3
تأخر الدورة الشهرية. 3
حساسية وانتفاخ الثديين. 3
الغثيان مع أو دون قيء. 3
زيادة معدل التبول. 4
الإجهاد 4
التقلبات المزاجية. 4
أعراض أخرى: 4
اختبارات وفحوصات تشخيص الحمل. 4
اختبار البول. 4
اختبار الدم 4
الموجات فوق الصوتية. 4
ثلث الحمل الأول– First Trimester 5
الزيارة الدورية للطبيب في ثلث الحمل الأول. 5
التغذية الصحية أثناء الثلث الأول للحمل. 5
ممارسة الرياضة خلال الثلث الأول للحمل. 5
مشاكل وآلام الحمل في ثلث الحمل الأول. 5
ثلث الحمل الثاني– Second Trimester 6
الزيارة الدورية للطبيب في ثلث الحمل الثاني. 6
التغذية الصحية أثناء الثلث الثاني للحمل. 7
ممارسة الرياضة خلال الثلث الثاني للحمل. 7
مشاكل وآلام الحمل في ثلث الحمل الثاني. 7
ثلث الحمل الثالث– Third Trimester 8
الزيارة الدورية للطبيب في ثلث الحمل الثالث.. 8
التغذية الصحية أثناء الثلث الثالث للحمل. 8
ممارسة الرياضة خلال الثلث الثالث للحمل. 9
مشاكل وآلام الحمل في ثلث الحمل الثالث.. 9
خرافات ومعتقدات خاطئة عن فترة الحمل. 9
شكل البطن يوضح نوع الجنين. 9
يجب عليك أن تأكلي لشخصين أثناء الحمل. 9
يجب عليك تجنب ممارسة الجنس أثناء الحمل. 10
إصابتك بالحموضة تعني أن شعر مولودك كثيفا. 10
يمكن أن يؤدي تناول أطعمة معيَّنة إلى إصابة مولودك بحساسية. 10
التمارين الرياضية ضارة 10
الإكثار من المشي يُسرّع من عملية الولادة 10
الخاتمة. 11
التخطيط والاستعداد للحمل
قبل اتخذا قرار الحمل، عليكِ الاستعداد بالقدر الذي يحميكِ من أخطارها ويساعدك على الحد من تحدياتها، واكتساب المعرفة والاستعدادات اللازمة لتخطيها بنجاح. سيشمل استعدادك عددا من الإجراءات والأنشطة والعادات منها:
زيارة الطبيب المختص
تتمثل أهمية هذه الزيارة في التأكد من سلامتك واستعدادك للحمل عن طريق إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، والمراجعة لتاريخك وتاريخ عائلتك المرضي ثم التوصية بالاختبارات أو العلاجات التي قد تحتاجينها. كما أنَّها مفيدة في تقديم النصح لك حول كيفية تتبع الإباضة والخصوبة، ومتى تتوقفين بالتحديد عن استخدام وسائل منع الحمل.
تناول الفيتامينات
للمكملات الغذائية التي تحتوي على الفيتامينات والعناصر الضرورية أهمية قصوى إذا أردتِ حملا آمنا بلا أخطار، ومن هذه العناصر والفيتامينات: حمض الفوليك، الحديد، الكالسيوم وفيتامين (د) ، فهي تدعم صحتك ونمو طفلك. استشيري طبيبك المختص أولا، واتبعي إرشاداته ونصائحه.
اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن
عليكِ تناول الكثير من الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة ،والبروتين. كما يلزمك تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر أو الملح أو الدهون المتحولة، وكذلك اللحوم النيئة أو غير المطبوخة جيدا. قللي من تناول المنبهات واشربي الكثير من الماء.
ممارسة الرياضة بانتظام
يمكن أن تحسن التمارين الرياضية صحتك البدنية والنفسية. مارسي رياضة معتدلة الشدة لـ 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع، وتجنِّبي الأنشطة التي تنطوي على جهد كبير أو أخطار كالسقوط والتصادم، مثل فنون الدفاع عن النفس أو ركوب الخيل. ومن الأفضل دوما استشارة طبيبك قبل بدء أو متابعة أي برنامج أو نشاط رياضي.
الحصول على قسط كاف من النوم والراحة
حاولي الحصول على ما لا يقل عن سبع إلى تسع ساعات من النوم في الليلة، وقيلولة أثناء النهار إذا شعرت بالتعب. تجنَّبي استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، لأنها يمكن أن تتداخل مع جودة نومك. هيِّئي بيئة نوم مريحة من خلال الحفاظ على برودة الغرفة والبعد عن الضوضاء والأصوات الخافتة. إذا كنتِ تواجهين مشكلة في النوم، تحدثي إلى طبيبك حول الخيارات الآمنة والفعالة.
تقليل التوتر وممارسة الرعاية الذاتية
يمكن أن يؤثر الإجهاد على هرموناتك، وهو ما سيؤثر على حالتك المزاجية ومناعتك، والخصوبة بالتبعية. ابحثي عن طرق صحية للتعامل مع التوتر، مثل التأمل، أو تمارين التنفس، أو كتابة اليوميات، أو القراءة، أو الاستماع إلى الموسيقى أو التحدث إلى شخص تثقين به.
أعراض الحمل وعلاماته
للحمل أعراض وعلامات يمكنك الاستدلال على حدوثه من خلالها، وعلى الرغم من اختلافها من امرأة لأخرى، أو من حمل لآخر، إلَّا أنه يكاد يكون هناك مؤشرات ثابتة ومتكررة تمثل أدلة كافية لضرورة الفحص للكشف عن حدوثه. من هذه الأعراض:
تأخر الدورة الشهرية
هذه عادة أول علامة على حدوث الحمل، قد تكون أحد المؤشرات القوية، ولكن بشرط انتظام دورتك الشهرية، حينها يمكنك إجراء اختبار الحمل للتأكد من حدوثه. أمَّا إذا كانت دورتك الشهرية غير منتظمة أو هناك عوامل أخرى تؤثر على انتظامها، فلن تكون مؤشرا صادقا على حدوث الحمل.
حساسية وانتفاخ الثديين
انتفاخ الثديين عن المعتاد، وزيادة الشعور بالألم والحساسية من علامات الحمل التي تحدث بسبب التغيرات الهرمونية في بداية الحمل وذلك لتهيئة الثديين لإنتاج اللبن والرضاعة فيما بعد. قد يحدث ذلك في غضون أسبوع أو اثنين من التلقيح.
الغثيان مع أو دون قيء
خصوصاً في الصباح، وهو ما يُعرف باسم دوار الصباح، إلَّا أنَّك قد تشعرين به في أي وقت من اليوم أو الليل. سبب هذا الشعور ليس واضحا، ولكنه قد يكون مرتبطًا بهرمونات الحمل.
عادة ما يبدأ هذا الشعور بعد شهر أو اثنين من التلقيح، لكنَّ البعض قد يشعرن به في وقت مبكر، وأخريات قد لا يشعرن به على الإطلاق!
زيادة معدل التبول
يحدث ذلك بسبب زيادة كمية الدم والسوائل في جسمك خلال الحمل، مما يدفع الكلى لتعمل بجهد أكبر فتملأ المثانة بسرعة.
الإجهاد
حيث تشعرين بالتعب أو النعاس أكثر من المعتاد. يحدث ذلك بسبب الارتفاع السريع في هرمون البروجسترون، والذي يتسبب في خفض الضغط الدموي ومستوى سكر لديك. قد يحدث ذلك أيضًا بسبب عوامل أخرى، مثل الغثيان والقيء وفقر الدم أو التوتر.
التقلبات المزاجية
قد تشهدين تغيرات في حالتك المزاجية والنفسية، مثل الشعور بالسعادة، أو الحزن، أو القلق، أو الانزعاج، أو البكاء. يحدث ذلك بسبب التقلبات الهرمونية التي قد تؤثر على جهازك العصبي. تقلبات المزاج طبيعية وشائعة، إلَّا أنَّها قد تؤثر على علاقاتك ومسؤولياتك تجاه عائلتك زوجك.
أعراض أخرى:
قد تشعرين ببعض الأعراض الأخرى مثل الانتفاخ، تقلصات أسفل البطن، النفور أو اشتهاء أطعمة معينة، وأخيرا، انسداد الأنف. هذه الأعراض ناتجة عن التغيرات الهرمونية والجسدية التي تحدث في جسمك خلال هذه المرحلة، وقد تختلف شدتها ومدتها من شخص لآخر.
اختبارات وفحوصات تشخيص الحمل
كما ذكرت، لا يمكن الاعتماد على أعراض الحمل في تشخيصه لكونها شديدة التغير، ولكنها بمثابة ضوء أخضر لإجراء الفحوصات والتحاليل الطبية التي تؤكد أو تنفي الحمل، ومن هذه الفحوصات والتحاليل:
اختبار البول
ويهدف هذا الاختبار إلى الكشف عن هرمون الحمل المشيمي (HCG) والذي يشير إلى ما إذا كنتِ حاملاً أم لا. يمكن إجراء هذا الاختبار منزليا في غضون 10 أيام من غياب الدورة الشهرية، لكنه قد يعطي نتائج سلبية خاطئة في بعض الحالات.
اختبار الدم
وهو كاختبار البول إلَّا أنَّه يتطلب أخذ عينة وإرسالها إلى مختبر للتحليل. يُعد هذا الاختبار أكثر حساسية ودقة من اختبار البول، لكنه قد يستغرق وقتًا أطول للحصول على النتائج.
الموجات فوق الصوتية
تستخدم الموجات فوق الصوتية لإنشاء صور للرحم والجنين. حيث يتأكد الحمل بظهور كيس الحمل، أو كيس الصفار، أو الجنين. توفِّر هذه الوسيلة أيضا معلومات تساعد في تحديد عمر الحمل، والتأكد من سلامة الجنين واكتشاف أي تشوهات أو مضاعفات.
تلك كانت أهم الاحتياطات والمعلومات التي تهمك معرفتها قبل اتخاذ قرار الحمل والبدء في تنفيذه، وفي الجزء التالي من المقال، سنتناول مراحل الحمل بالتفصيل مع بيان جوانب الرعاية المهمة لكل مرحلة، إضافة لتحدياتها وأخطارها.
ثلث الحمل الأول– First Trimester
الثلث الأول من الحمل أو ما يُسمى بـ First Trimester هي المرحلة التي تبدأ منذ اللحظات الأولى لتلقيح البويضة، وتمتد حتى نهاية الأسبوع الثاني عشر (الشهر الثالث) من الحمل، ويمكن اعتبار هذه المرحلة حاسمة في نمو الجنين.
أهم ما يميز هذه المرحلة هو التغيرات الفسيولوجية التي قد ينتج عنها شعور بالإعياء والغثيان، والتغيرات المزاجية الحادة، وهو ما يستوجب أن نتحدث عن أهم جوانب الرعاية والاحتياطات اللازمة لتخطيها بنجاح، مع التخفيف قدر الإمكان من مشكلاتها.
الزيارة الدورية للطبيب في ثلث الحمل الأول
عادة ما تكون الزيارة الأولى للطبيب المختص في ثلث الحمل الأول بعد ما يقرب من 8 أسابيع، وذلك لصعوبة اكتشاف الحمل فور حدوثه أو التنبؤ بموعده. وكتلك التي سبقت قرار الحمل، تتضمن نقاشا حول التاريخ المرضي للأبوين والعائلة، وتقصيا حول أسلوب الحياة وما إذا كانت هناك عادات قد تؤثر سلبا على سلامة الجنين ونموه نموا صحيا سليما. كما تتضمن فحصاً بدنياً، وفحوصات أخرى كالدم، والبول، وأشعة الموجات فوق الصوتية لاستكشاف حالة الجنين.
قد يكون لديك في أثناء تلك الزيارة عشرات التساؤلات حول حالتك الصحية والممارسات الصحيحة التي تساعدك على تخطي مرحلة الحمل بأمان، كالتغذية وممارسة الرياضة وتلقي بعض الأدوية والفيتامينات. ننصحك بطرح كل ما يدور بذهنك على طبيبك دون خجل أو تردد حتى تحصلي على الدعم اللازم لحمل آمن.
التغذية الصحية أثناء الثلث الأول للحمل
خلال أشهر حملك الأولى، يكون اتباع نظام غذائي متكامل أمرا لا يمكن التنازل عنه؛ إذ لا يمكن أن يكتمل حملك بسلام إلَّا به! احرصي أن يشتمل طبقك الرئيسي على الكثير من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتين، والقليل من الدهون.
كما يجب أن تنتبهي إلى أهمية تلبية الاحتياج من بعض العناصر مثل حمض الفوليك الضروري لصحة الأنبوب العصبي للجنين، فالنظام الغذائي المتكامل على أهميته، قد لا يوفر لك احتياجك من هذا الفيتامين، وهو ما قد يتسبب في مشكلات وتشوهات خطيرة.
يمكنك الحصول على حمض الفوليك من الحبوب المدعمة، الخضراوات الورقية، الفاصوليا، والفواكه الحمضية، أو كمكمل غذائي تحت إشراف الطبيب المختص
وأخيرا، لا يمكنك تجاهل شرب الماء باستمرار للحفاظ على رطوبة جسمك. تناولي 8 أكواب يومية من الماء للبقاء رطبة وتجنب حدوث الإمساك.
ممارسة الرياضة خلال الثلث الأول للحمل
على الرغم من المعتقد السائد بضرورة حصولك على الراحة الكاملة فور اكتشافك للحمل، إلَّا أنَّه لا بد من أن تبقي نشطة في معظم أيام هذا الثلث، إن لم يكن كلها. لذا ننصحك أن تستعيني بإحدى خدمات الرعاية الصحية المنزلية كالعلاج الطبيعي المنزلي وغيرها لمساعدتك في تصميم برنامج رياضي مناسب لك.
في هذه المرحلة تحتاجين لممارسة بعض الأنشطة متوسطة الشدة لمدة ساعتين ونصف إلى 5 ساعات أسبوعيا، أو عالية الشدة لنصف المدة تقريبا أسبوعيا. وكذلك تمارين تقوية العضلات يومين في كل أسبوع على الأقل، وتمارين تقوية عضلات الحوض كل يوم.
اختاري التمارين ذات الجهد المنخفض مثل المشي، وتجنبي الأنشطة التي تتطلب القفز وأي حركة عنيفة، وتأكدي من عدم تعرضك للإجهاد الشديد أثناء ممارسة الرياضة من خلال اختبار “المحادثة”، يجب أن تكوني قادرة على مواصلة الحديث طوال مدة الممارسة.
مشاكل وآلام الحمل في ثلث الحمل الأول
تتسبب التغييرات الهرمونية في الثلث الأول من الحمل في كثير من الآلام والتغييرات غير المريحة لك، إذ يتسبب زيادة مستوى هرمون البروجسترون في الشعور بالإجهاد والتعب، كما أنَّه قد يتسبب في بعض الاضطرابات في الجهاز الهضمي وحدوث الإمساك. هذا غير التقلبات المزاجية، سواء كانت بسبب التغيرات الهرمونية، أو عد الارتياح المستمر والآلام عموما!
لا يمثل الإجهاد والاضطراب المزاجي وحده المشكلات الوحيدة التي قد تعانين منها في تلك المرحلة، فقد تشعرين بتورم وتحسس مع بعض الآلام في ثدييك، والشعور بالدوار والغثيان الذي قد يصاحبه قيء خاصة في الصباح الباكر، وكذلك اشتهاء أطعمة معينة، والنفور من أخرى لأسباب غير مفهومة! إضافة إلى حدوث التهابات ونزيف اللثة والذي يمكن أن يحدث بسبب زيادة التدفق الدموي بجسمك في هذه المرحلة.
ومع كون كل هذه الآلام طبيعية في هذه المرحلة، إلَّا أن هناك بعض الأخطار غير الطبيعية والتي عليكِ أن تحذري من علاماتها مثل الإجهاض، والذي قد يزداد احتمال حدوثه في الأسبوع العشرين لأسباب كثيرة قد تكون جينية أو مرضية كتشوهات الرحم، أو الالتهابات وغيرها. الحمل خارج الرحم مشكلة أخرى قد تعانين منها في تلك المرحلة وهي تتطلب عناية طبية فورية.
إلى هنا تكون قد انتهينا من ثلث الحمل الأول، وننتقل إلى ثلث الحمل الثاني
ثلث الحمل الثاني– Second Trimester
يمتد الثلث الثاني أو الـ Second Trimester من الأسبوع الرابع عشر إلى الأسبوع السابع والعشرين، ويختلف هذا الثلث عن الأول قليلا من حيث الشعور براحة أكبر، حيث يقل غثيان الصباح والتعب أو يختفيان.
في أثناء هذا الثلث قد تحدث بعض التغيرات الجديدة مثل: زيادة حجم الرحم مع نمو الجنين، وظهور علامات التمدد على البطن، والفخذين، والثديين، والأرداف.
وكالثلث الأول، إليك أهم هذه التغييرات مع ما يجب عليك معرفته بخصوص رعايتك الصحية.
الزيارة الدورية للطبيب في ثلث الحمل الثاني
لا يجب أن تنقطع أبدا زياراتك الدورية للطبيب المختص، ويُفضَّل أن تستمر بمعدل مرة كل 4 أسابيع خلال الثلث الثاني للحمل، حيث تتضمن فحص ضغط الدم، وزيادة الوزن، والبول للبروتين، والسكر. سيتابع الطبيب المختص نمو وحركات الجنين، ويستمع إلى نبضات قلبه للتأكد من سلامته وأنَّه ينمو نموا طبيعيا.
ما بين الأسبوع الثامن عشر والثاني والعشرين من الحمل، سيجري الطبيب فحصا تشريحيا بالموجات فوق الصوتية لجسم الجنين لضمان سلامته من عيوب الميلاد. وما بين الأسبوع الرابع والعشرين والثامن والعشرين من الحمل، سيتم إجراء اختبار “جلاكس” للتأكد من سلامتك من مرض سكري الحمل.
في حالة إذا ما كنتِ سالبة الـ Rh، ستحصلين على حقنة الـ Rh immunoglobulin في الأسبوع الثامن والعشرين لتجنب خطورة عدم توافق الـ Rh بينك وبين الجنين.
التغذية الصحية أثناء الثلث الثاني للحمل
إلى جانب الاستمرار في اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، قد تحتاجين في الثلث الثاني من الحمل إلى زيادة استهلاكك من الحديد لدعم نمو طفلك ومنع فقر الدم. يمكنك الحصول على الحديد من اللحوم والدواجن والأسماك والفاصوليا والسبانخ والحبوب المدعمة، أو من خلال بعض المكملات الغذائية تحت إشراف الطبيب المختص.
قد تحتاجين أيضًا إلى المزيد من الكالسيوم لدعم عظام وأسنان طفلك. وتُعد منتجات الألبان واللوز والأطعمة المدعَّمة بالكالسيوم من أهم مصادره التي يجب الاهتمام بها، أو كغيره من العناصر، احصلي عليها من أحد المكملات الغذائية.
خلال هذا الثلث قد تشعرين بحرقة المعدة، ولتخفيفها، يمكنك تجربة تناول وجبات صغيرة بشكل متكرر وتجنب الأطعمة الحارة والدهنية، والاستمرار في شرب الكثير من الماء.
ممارسة الرياضة خلال الثلث الثاني للحمل
مع بداية الثلث الثاني من الحمل، عليكِ أن تضعي في الاعتبار تغيرات جسمك؛ تجنبي الأنشطة التي تتضمن الإرهاق الشديد، أو صدمات البطن وغيرها كالجري أو السباحة أو ركوب الدراجات. استشيري طبيبك الخاص حول برنامجك الرياضي وما يحتاجه من تعديلات لسلامتك في هذا الثلث، وضمان سلامة الجنين.
مشاكل وآلام الحمل في ثلث الحمل الثاني
يتضمن الثلث الثاني العديد من التغييرات الجسمانية الناتجة عن كِبر حجم وتمدد الرحم، وهو ما ينتج عن آلام ومشكلات غالبة ما ترتبط بالعضلات والعظام مثل:
– آلام الظهر: الناتجة عن ضغط الرحم على أسفل الظهر، أو التغيرات الهرمونية التي ترخي الأربطة في منطقة الحوض
– تشنجات الساق: والتي يمكن أن تحدث بسبب الضغط على الأعصاب أو الأوعية الدموية من قِبل الرحم، وقد تحدث لنقص الكالسيوم أو المغنيسيوم أحيانا.
– آلام الفخذين: والتي قد تحدث بسبب تمدد الأربطة التي تدعم الرحم أثناء نموه.
– كثرة التبول: والتي يمكن أن تحدث بسبب زيادة ضغط الرحم على المثانة، وأحيانا التغيرات الهرمونية.
– تورم الساقين والقدمين: بسبب احتباس السوائل نتيجة لزيادة حجم الدم والضغط من الرحم على الأوردة التي تعيد الدم من الجزء السفلي من الجسم.
أمَّا بالنسبة لأخطار هذه المرحلة التي يجب أن تتخذي كافة التدابير والحذر لتجنبها فهي:
– المخاض المبكر: وهو المخاض الذي يحدث قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل وقد يكون ناتجا عن الالتهابات أو الحمل المتعدد أو عدم كفاءة عنق الرحم.
– سكري الحمل: وهو نوع من مرض السكري يتطور أثناء الحمل ويؤثر على كيفية استخدام الخلايا للجلوكوز (السكر). يمكن أن يسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم وهو ما قد ينتج عنه تبعات خطيرة على صحتك وصحة الجنين إذا لم يتم علاجه بطريقة صحيحة.
– تسمم الحمل: وهي حالة خطيرة تسبب ارتفاع ضغط الدم والبروتين في البول بعد الأسبوع العشرين من الحمل. يمكن أن يؤثر على أعضاء مختلفة مثل الكلى والكبد والدماغ والمشيمة، ويؤدي إلى مضاعفات مثل تسمم الحمل، متلازمة هيلب، أو انفصال المشيمة.
– مشكلات المشيمة: كانفصالها أو انزياحها، وهي حالة تتغطى فيها المشيمة جزءا من عنق الرحم أو كله، وهو ما قد ينتج عنه نزيف مهبلي أثناء الحمل أو الولادة. يمكن أن تزيد هذه الحالة من خطر الولادة المبكرة أو الولادة القيصرية
والآن، حان الوقت للانتقال إلى الثلث الثالث والأخير
ثلث الحمل الثالث– Third Trimester
يبدأ الثلث الثالث في اليوم الذي تبلغين فيه الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل ويستمر حتى الأسبوع الأربعين (أو حتى الولادة). وفيه يستعد الجنين للولادة ويكتسب الوزن بسرعة.
وأهم ما تتسم به هذه المرحلة هو ظهور آلام الظهر والتورم، وحرقة المعدة، وضيق التنفس، والأرق. قد تشعرين أيضا بالقلق أو الحماس بشأن الولادة القادمة.
وفيما يلي أهم جوانب رعايتك الصحية حتى تعبري مرحلة الحمل كاملة بأمان
الزيارة الدورية للطبيب في ثلث الحمل الثالث
مع بدء الثلث الثالث والأخير من الحمل لا بد من أن يزداد معدل زيارات الرعاية (زيارة كل 2 أو 4 أسابيع) حتى الأسبوع السادس والثلاثين من الحمل ثم بعد ذلك أسبوعيًا حتى الولادة.
ستتضمن الزيارات تكرار الفحوصات الروتينية لضغط الدم، وزيادة الوزن، والبول، ونبضات قلب الجنين، كما أن الطبيب سيراقب علامات المخاض المبكر، ومرض تسمم الحمل، وغيرها من المضاعفات.
من الأسبوع الخامس والثلاثين وحتى السابع والثلاثين من الحمل، سيتم إجراء اختبار مسحة لفحص بكتريا “المكورات العنقودية- GBS”، وهي بكتيريا شائعة يمكن أن تسبب عدوى خطيرة في المواليد الجدد، فإذا كان الاختبار إيجابيًا أو إذا كان هناك تاريخ لإصابتك أو إصابة طفل سابق بعدوى GBS، سيتم إعطاؤك المضادات الحيوية عبر الوريد أثناء المخاض لحماية الطفل.
وقرب نهاية الحمل، سيراقب الطبيب وضعية الجنين بإجراء فحص مهبلي أو فحص بالموجات فوق الصوتية.
التغذية الصحية أثناء الثلث الثالث للحمل
في الثلث الأخير من الحمل ستحتاجين إلى المزيد من فيتامين (د) لمساعدة جسمك على امتصاص الكالسيوم ودعم عظام طفلك وجهازه المناعي. احرصي على تناول الأطعمة الغنية بهذا الفيتامينات مثل: الأسماك الدهنية وصفار البيض والجبن والأطعمة المدعَّمة بفيتامين (د). كما أنَّه من الضروري التعرض لأشعة الشمس، مع الحذر من الحروق والإصابة بضربات الشمس، أو ارتفاع درجة حرارة الجسم.
قد تحتاجين أيضًا إلى المزيد من أوميجا 3 لدعم تطور دماغ طفلك وعينه. يمكنك الحصول على أوميجا 3 من مكملات زيت السمك أو الأطعمة مثل السلمون والسردين والجوز وبذور الكتان.
كل ذلك بالطبع إلى جانب المواصلة في اتباع نظام غذائي متكامل مع شرب الكثير من الماء
ممارسة الرياضة خلال الثلث الثالث للحمل
مع الاستمرار على نفس المبادئ التوجيهية للثلث الأول والثاني، تجنبي التمارين التي تجعلك مستلقية على ظهرك أو واقفة لفترات طويلة، وكذلك تجنبي الركض والجري إلا إذا كان لديك موافقة من طبيبك وكنت تمارس هذه الأنشطة طوال فترة حملك. جرِّبي القرفصاء والانحناءات ورفع الساقين والذراعين مع أو دون أوزان خفيفة لتنشيط عضلاتك. ومارسي تمارين كيجل لتقوية عضلات الحوض.
مشاكل وآلام الحمل في ثلث الحمل الثالث
مع الاستمرار في زيادة حجم الرحم، قد تظهر بعض المشكلات الجديدة أهمها ضيق التنفس الناتج من ضغط الرحم على الحجاب الحاجز والرئتين. إضافة إلى البواسير وحرقة المعدة وصعوبة النوم. قد يزداد توترك وقلقك اقتراب موعد الولادة، وهو ما قد يستدعي التواصل مع أحد الإخصائيين النفسيين لإدارة تلك المشاعر والحفاظ على سلامتك النفسية.
أمَّا عن أخطار الحمل، فلا يزال احتمال أخطار الثلث الثاني قائما في هذا الثلث، خاصة الولادة المبكرة، تسمم الحمل، وانفصال المشيمة.
خرافات ومعتقدات خاطئة عن فترة الحمل
قد انتهينا من عرض جوانب الرعاية المهمة والمتعلقة بكل مرحلة من مراحل الحمل الثلاث، ومع ذلك، لم ينتهِ دليلنا بعد! فما زالت هناك بعض الخرافات والمعتقدات الخاطئة حول فترة الحمل وبعض الممارسات فيها، نرى أنه من الضروري أن تُحيطي بها لتأثير بعضها إمَّا على حالتك الصحية، أو التزاماتك العائلية والاجتماعية، وهي:
شكل البطن يوضح نوع الجنين
بعض النساء يعتقدن أنه إذا كانت بطن المرأة الحامل عالية ومدورة فهي تحمل بنتا، وإذا كانت منخفضة ومسطحة فهي تحمل ولداً،
وهذه خرافة غير صحيحة، فشكل البطن يعتمد على بنية جسم المرأة وعضلاتها، ولا علاقة له بجنس المولود.
يجب عليك أن تأكلي لشخصين أثناء الحمل
قد تظنين أنَّه نتيجة لوجود جنين في بطنك فأنت تحتاجين إلى مضاعفة كمية طعامك لتغذية نفسك والجنين.
ولكن هذه خرافة ضارة، فزيادة كمية الطعام قد تؤدي إلى زيادة وزنك بدرجة كبيرة، مما يؤثر على صحتك وصحة الجنين. المهم هو تناول طعام متوازن وغني بالعناصر الغذائية الأساسية والضرورية لفترة الحمل.
يجب عليك تجنب ممارسة الجنس أثناء الحمل
قد يؤدي الخوف على الجنين إلى الامتناع عن الجنس خشية من أن ممارسة الجنس خلال الحمل قد تضر بالجنين أو تسبب إجهاضاً
والحقيقة إن هذه الخرافة غير مبررة، فالجنس خلال الحمل آمن ولا يؤثر على صحة الجنين، بل قد يكون مفيداً لتقوية العلاقة بينك وبين زوجك.
إلا أن هناك بعض الحالات التي قد تستدعي تجنب الجنس خلال الحمل، مثل وجود نزيف أو ارتفاع ضغط الدم أو خطر التسمم، وكل ذلك بعد مراجعة الطبيب المختص.
إصابتك بالحموضة تعني أن شعر مولودك كثيفا.
البعض يروجون لفكرة أن حدوث حرقة في المعدة لدى المرأة الحامل دليل على أن شعر جنينها كثيف وطويل
وهذا لا أساس له من الصحة، فالحموضة تنتج عن ارتفاع هرمون البروجسترون في جسمك، والذي يؤدي إلى استرخاء عضلات المريء والمعدة، وبالتالي ارتداد حمض المعدة إلى المريء.
شعر الجنين يتحدد بالعوامل الوراثية ولا علاقة له بالحموضة.
يمكن أن يؤدي تناول أطعمة معيَّنة إلى إصابة مولودك بحساسية
قد ينصحك البعض بتجنب تناول بعض الأطعمة التي قد تسبب حساسية، مثل الفول السوداني أو البيض أو الحليب، خوفاً من أن تنتقل هذه الحساسية إلى الجنين، إلَّا أنَّه لم يثبت أي دليل علمي أن تجنب هذه الأطعمة يقلل من خطر الإصابة بالحساسية لدى الجنين. بالعكس، قد يكون تناول هذه الأطعمة مفيداً لتزويدك والجنين بالبروتينات والفيتامينات الضرورية.
التمارين الرياضية ضارة
قد تعتقدين أن ممارسة التمارين الرياضية خلال الحمل قد تؤدي إلى الإجهاض أو الولادة مبكرة.
ولكن اطمئني، فالرياضية المعتدلة والمناسبة تحت إشراف الطبيب المختص لها فوائد كثيرة حيث تحسن الدورة الدموية وتخفف من آلام الظهر وتساعد في التحضير للولادة.
إلا أن هناك بعض التمارين التي يجب تجنبها خلال الحمل، مثل التمارين التي تزيد من خطر السقوط أو التصادم أو ارتفاع درجة حرارة الجسم.
الإكثار من المشي يُسرّع من عملية الولادة
بعض النساء يعتقدن أن المشي كثيراً في آخر شهور الحمل يساعد على تسهيل عملية الولادة وإخراج المولود 1
ولكن الولادة تحدث عندما يكون عنق الرحم جاهزاً ولا علاقة لذلك بالمشي.
المشي في فترة ما قبل الولادة قد يكون مفيداً لتقوية عضلات الحوض وزيادة نشاطك، ولكنه لا يسرع الولادة، كما يجب عليك اتباع إرشادات الطبيب المختص والانتباه لبعض الأعراض التي تستدعي زيارته.
الخاتمة
في هذا الدليل قد حرصنا على أن نقدِّم لك أهم المعلومات والإرشادات التي من شأنها أن تحقق لك السلامة والأمان خلال رحلتك ومرورك بمراحل الحمل المختلفة، بدءا من التخطيط والاستعداد، وحتى الخرافات والمعتقدات الخاطئة، مرورا بمراحل الحمل واحدة تلو الأخرى.
حرصك على اتباع هذه الإرشادات، والمتابعة الدورية مع الطبيب المختص، سيحقق لك- -بإذن الله- حملا يسيرا بأقل مستوى ممكنا من العناء والتحديات.
وإذا كان لديك أي استفسار أو تساؤلات، أو احتجتِ للمساعدة بشأن رعايتك منزليا، تواصلي معنا على الفور… نأتيكِ أينما كنتِ، وقتما شئتِ